الثلاثاء، 12 مايو 2009

كيف تكون علاقتك بالقرءان



كيف تكون علاقتك بالقرآن؟
هذا القرآن هو حبل الله المتين وهو النور المبين وهو الذكر الحكيم والصراط المستقيم ..
قال تعالى {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [الإسراء: 82] .. فإن كنت تريد أن تتأثر بالقرآن وأن تُداوي به آفات قلبك، لابد أن تُصلح علاقتك به ..
أولاً: اعلم أن هجر القرآن من أعظم العقوبات .. لأن النبي قال "والقرآن حجة لك أو عليك" [رواه مسلم] .. فإيـــــــاك وهجره.
ثانياً: إياك أن تبتغي به عرضاً زائلاً من الدنيا .. لأن النبي قال "اقرءوا القرآن وابتغوا به الله تعالى من قبل أن يأتي قوم يقيمونه إقامة القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه" [حسنه الألباني، صحيح الجامع (1167)] .. أي يطلبون بقراءته عاجل الثواب في الدنيا كالمال، ولا يريدون به جزاء الآخرة.
فإن كنت تريد أن تتأثر بالقرآن وأن تُداوي به آفات قلبك، لابد أن تُصلح علاقتك به ..
ثالثاً: إيــاك أن تتخذ القرآن مزامير .. النبي قال "أخاف عليكم ستا إمارة السفهاء وسفك الدم وبيع الحكم وقطيعة الرحم ونشوا يتخذون القرآن مزامير وكثرة الشرط" [صحيح الجامع (216)] .. فلا يجوز التغني به زيادة عن الحد حتى يصير أشبه بالغناء، فالقرآن ما أنزل ليُطرب به ..
لكن الرسول أمر بتحسين الصوت بالقرآن، فقال "حسنوا القرآن بأصواتكم فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا" [رواه الدارمي وصححه الألباني] ليكون له أثر على القلب وليزداد به خشية وخشوعا.
رابعاً: عليك بدوام مذاكرته .. فإن النبي قال "استذكروا القرآن فإنه أشد تفصيا (تفلتًا) من صدور الرجال من النعم بعقلها" [متفق عليه]
خامساً: اقرأه على طهر .. ليجتمع لك طهارة الظاهر وطهارة الباطن، واتخذ سواكًا للقراءة فقد قال "طيبوا أفواهكم بالسواك فإنها طرق القرآن" [صحيح الجامع (3939)]
فى كم نختم القرآن؟ .. عن عبد الله بن عمرو قال: قال لي رسول الله w "اقرأ القرآن في شهر (وفي رواية: في أربعين)"، قال إن بي قوة، قال "اقرأه في ثلاث" [رواه أبو داوود وصححه الألباني]
فلا يمر عليك أربعين يوم بغير ختمه للقرآن، وإن لم تفعل فإنك ضائع .. ولا تقرأه في أقل من ثلاث، إلا في الأزمنة والأماكن الفاضلة كشهر رمضان والحرم المكي.
علامات التدبر و التأثر بالقرآن
وهذه أهم مرحلة في علاقتك بالقرآن، فيجب أن تحدث لك إحدى هذه العلامات السبع الآتية وإن لم تحدث نسأل الله الستر ..
أولاً: التوقف تعجبًا وتعظيمًا .. ابن القيم يُعلمك كيف تتأمل وتتدبر، فيقول "أنزل نفسك منزلة المُخاطب"
لابد أن تُسقط آيات القرآن على نفسك وواقعك الذي تعيشه ومن الممكن أن يكون بداخلك صفة من الصفات التي تتكلم عنها الآيات .. وإذا خادعت نفسك، تصفعك الآية {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ..} [النساء: 142]
ثانيًا: البكاء .. يقول الله جل وعلا {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [المائدة: 83]
ثالثاً: أن تزداد خشوعًا .. قال إبراهيم التيمي "من أوتي من العلم مالا يبكيه لخليق ألا يكون أوتي علماً .. انفض يدك منه، لأن الله نعت العلماء فقال {قُلْ آَمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (109)} [الإسراء] "
رابعًا: القشعريرة خوفًا من الله .. كانت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما تقول: "كان أصحاب النبي إذا قُريء عليهم القرآن كما نعتهم الله تدمع عيونهم وتقشعر جلودهم، لقول الله تعالى {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} [الزمر: 23]" .. فينتفض جسده ثم تنزل عليه غلبة الرجاء والسكينة، وكأن هذه القشعريرة نفض من القلب لشيء سيء فيه حتى يخرج.
خامسًا: زيادة الإيمان .. قال تعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال: 2] .. ووجل القلب غير القشعريرة، فتشعر أن قلبك ينتفض من الداخل وليس جسدك.
سادسًا: الفرح والاستبشار .. لأن الله عز وجل يقول {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [التوبة: 124] .. فدائمًا ما يشعر بالنشوة والفرح.
سابعًا: السجود تعظيماً لله .. لقول الله تعالى {وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (109)} [الإسراء]
مفاتيح التدبر والتأثر بالقرآن
تكون عن طريق ..
المفتاح الأول: حب القرآن .. فلو أحببته كان هذا علامة صحة قلبك، قال أبو عبيد "لا يُسأل عبد عن نفسه إلا بالقرآن، فإن كان يحب القرآن فإنه يحب الله ورسوله "
فأكثِر من هذا الدعاء "اللهم أجعل القرآن العظيم ربيع قلبي" .. وأكثِر من الاستعاذة حتى تلجأ وتتضرع إلى الله عز وجل .. ومن البسملة حتى يُفيض الله سبحانه وتعالى عليك برحمته، فتتجهز لتلقي القرآن.
إدمان السماع عن فضل القرآن وعن حال السلف في القرآن .. يهيئ قلبك ويجعلك تحب القرآن لكي تتأثر به وتتدبره.
المفتاح الثاني: استحضار النوايا .. اجعل نيتك خالصة لله تعالى كي تجد الأثر ..
1) نية الاستشفاء بالقرآن .. الله سبحانه وتعالى قال أن القرآن {.. شِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ ..}[يونس: 57] والاستشفاء ليس فقط بالرقية الشرعية لعلاج الأبدان، بل هو أهم وأخطر لعلاج القلب .. فتقرأ القرآن بنية أن يُطهِر قلبك حتى يُقذف فيه الإيمان.
2) نية العمل .. تنوي إنك ستمتثل لكل حرف فيه وستسأل الله الإعانة على ذلك، فتكون قراءتك سبب في سلوكك الطريق إلى الله سبحانه وتعالى.
3) نية زيادة رصيدك من الحسنات .. كما ذكرنا الفضل العظيم الذي يعود عليك من قراءة القرآن.
4) نية المناجاة .. أن تنوي بقراءتك مناجاة الله سبحانه وتعالى، فتخاطبه بالقرآن.
المفتاح الثالث :القراءة جهرًا .. فالقراءة الجهريه تختلف تمامًا عن القراءة سرًا.
المفتاح الرابع: أن تكون القراءة حال الصلاة لا سيما في الليل .. يقول الله عز وجل {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79]
المفتاح الخامس: أن تكرر القرآن كل أسبوع .. بالذات محفوظاتك وهذا يأتي بالقيام، فهذا من أفضل الطرق لحفظ القرآن وفهم معانيه.
المفتاح السادس: أن تكون القراءة من الحفظ .. اجعل لك قراءة من محفوظاتك.
المفتاح السابع: معرفة معاني الآيات .. اقرأ إحدى التفاسير المُيسرة، حتى تفهم الآيات فتستطيع أن تتفاعل معها وتتأثر بها.
المفتاح الثامن: أكثر من قراءة الآية التي تؤثر فيك .. كما قام حبيبك النبي بآية حتى أصبح، وهي {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118]
نسأل الله جل وعلا أن يجعل في هذا خير بيان وشفاءٌ لما في الصدور،،


منقول:

السبت، 21 مارس 2009

أختيار شريك الحياه



اختبار الالتزام الحقيقي


الكاتب فريق حامل المسك

هناك أسباب يجب أن تأخذ بها لكي تتعرف على شريك الحياة .. لكي تتأكد إنه شخص مُتدين بحق وإنها مُتدينة ..
بعد الاستخارة، عليك أن تسأل عنه وعنها المعارف والجيران وبخاصة الأصدقاء المُقربين .. ولابد أن يعرف الجميع أن هذا الاستفسار شهادة لابد فيها من الأمانة، وإن كانت هناك عيوب لا يُخفيها وهذه لا تُعتبر غيبة.
وكيف يكون المتدين أو المتدينة؟!
فالدين ليس مجرد حجاب ونقاب وطلب للعلم أو لحية وجلباب قصير والتردد على المساجد، هذه أمور هامة ولكن مفهوم الدين أشمل وأعمّ من مجموعة من الطقوس والشعائر نحن نغلق الموضوع عليها ..
فالدين: علم وعمل ودعوة .. معرفة بالله، حال مع الله، إيجابية في الواقع ..
الدين هو منهج في الحياة يخاطب العقل والوجدان، ويضبط كل شيء في حياة الإنسان ..
لذلك يجب أن تتأكد بنفسك من المعلومات التي تصلك عن شريك الحياة ..
ولا تنخدع بمظاهر الالتزام الشكلية التي قد تُخفي وراءها التزامًا أجوف ..
وأهم شرط في الملتزم هو الإتزان .. الملتزم = متزن .. أي أنه يستطيع أن يوازن بين الحياة والدين .. فالله أمرنا بالعمل والعبادة وبإعطاء كل ذي حق حقه.

والالتزام الحقيقي يظهر في بعض الأمور الهامة التي يجب التأكد منها في نفسك وفي شريك حياتك المُقبل .. وإن لم تكن موجودة فعليكما أن تسعيا لإيجادها:
فقد جاءت صفات الملتزم بحق في قوله تعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ(4)} [سورة الأنفال] .. ففرائضه لا تقبل النقاش، عنده أوراد ثابتة، متعلق بالله .. عندما يتكلم أو تتكلم يكون الكلام عن الله وليس عن الدنيويات .. لذا يجب أن تُلاحظ وتلاحظِ ..
1) الإهتمام بالفرائض .. والفرض ليس الصلاة فقط، وإنما أيضًا طلب العلم والدعوة وبر الوالدين ..
2) تقديم الفرائض على النوافل ..
3) التكامل بين الظاهر والباطن .. لا تهتم بالشكل فقط وتنسى قلبك.
4) مدى استعداده للتغيير وتزكية نفسه، ومدى استعدادها لذلك.
وهناك اختبارات مهمة، لابد منها أثناء قرائتك لشخصية من أمامك ..
1) اختبار علو الهمة .. اسأل منذ متى بدأ في طريق الالتزام ومدى الانجاز الذي حققه في هذه الفترة.
2) اختبار أثر الرواسب الجاهلية .. ضعيه وضعها تحت اختبار دقيق، لابد أن يصدقه العمل .. يجب أن يكون قد هجر الذنوب والمعاصي .. لا أغاني أو موسيقي أو أفلام أو إختلاط فاحش أو إطلاق بصر .. وإن كان حديث عهد بالالتزام فلابد من الصبر، فمن الممكن أن يكون أفضل عند الله من الملتزم منذ سنين ولكن الرواسب تحتاج بعض الوقت لكي يَطهُر القلب منها.
3) السمت والإرتياح الإيماني مسألة في غاية الأهمية .. لابد أن ترى أثر الإيمان في خفض الصوت وحياء المرأة .. ولطف الأسلوب عنده، حنّان ولطف من غير ضعف .. طيبة القلب وصفاءه، سعة الصدر .. هذه كلها من سمات الصالحين التي يجب البحث عنها.
4) صاحب قرار .. لأنَّ هذا يظهر قوته وثقته في الله تعالى، وهي كذلك.
قد يُصاب البعض بالإحباط لأن هذه الصفات ليست كلها فيه ومن الصعب إيجادها في شخص آخر .. لا تيأس، فبإمكانك أن تتغير إذا أردت ذلك .. وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أشد الناس غضبًا وقسوة وبعد الإسلام صار من أشد الناس رأفة ورحمة ولين .. ولكن أخذ الأمر بعض الوقت .. ولو إنك ترى حياتك جيدة هكذا، ستظل طوال الوقت تحوم حول الحمى ولا تصل إلى المراد.
كما أن الأخلاق هي صورة الالتزام الحقيقية، فيجب أن تتأكد من الجانب الأخلاقي في شريك الحياة المُقبل .. تابعونا في المقالة القادمة لمعرفة الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها الملتزم الحقيقي،،
المصادر:
درس
"كيف تختار شريك الحياة؟" للشيخ هاني حلمي.


السبت، 14 مارس 2009

وجوب بر الوالدين و التحذير من عقوقهما







الوالدين والتحذير من عقوقهما





خالد بن عبد الرحمن الشايع

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وبعد: قال تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إمّا يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفّ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً (23) واخفض لهما جناح الذّلّ من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا}[الإسراء: 23، 24]. الوالدان، وما أدراك ما الوالدان 00 الوالدان، اللذان هما سبب وجود الإنسان، ولهما عليه غاية الإحسان 00 الوالد بالإنفاق 00 والوالدة بالولادة والإشفاق 00 فللّه سبحانه نعمة الخلق والإيجاد، ومن بعد ذلك للوالدين نعمة التربية والإيلاد. يقول حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: ثلاث آيات مقرونات بثلاث، ولا تقبل واحدة بغير قرينتها 00 1- {وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول} [التغابن: 12]، فمن أطاع الله ولم يطع الرسول لم يقبل منه. 2- {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة} [البقرة: 43]، فمن صلى ولم يزكِّ لم يقبل منه. 3- {أن اشكر لي ولوالديك} [لقمان: 14]، فمن شكر لله ولم يشكر لوالديه لم يقبل منه. ولأجل ذلك تكررت الوصايا في كتاب الله تعالى والإلزام ببرهما والإحسان إليهما، والتحذير من عقوقهما أو الإساءة إليهما، بأي أسلوب كان، قال الله تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً} [النساء: 36]، وقال تعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه حسناً} [العنكبوت: 8]. وقال تعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أُمُّهُ وهناً على وهنٍ وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير} [لقمان: 14]. فوضحت هذه الآيات ما للوالدين من جميل عظيم، وفضل كبير على أولادهما، خاصة الأم، التي قاست الصعاب والمكاره بسبب المشقة والتعب، من وحامٍ وغثيان وثقل وكرب، إلى غير ذلك مما ينال الحوامل من التعب والمشقة، وأما الوضع: فذلك إشراف على الموت، لا يعلم شدته إلا من قاساه من الأمهات. وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء التأكيد على وجوب بِرّ الوالدين والترغيب فيه، والترهيب من عقوقهما. ومن ذلك: ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (رضا الرب في رضا الوالدين، وسخطه في سخطهما ) [رواه الطبراني في الكبير، وصححه العلامة الألباني]. وروى أهل السنن إلا الترمذي بسند صحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: جئت أبايعك على الهجرة، وتركت أبويّ يبكيان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ارجع إليهما، فأضحكهما كما أبكيتهما ". وروى الإمام أحمد في المسند وابن ماجة - واللفظ له - عن معاوية بن جاهمة السلمي أنه استأذن الرسول صلى الله عليه وسلم في الجهاد معه، فأمره أن يرجع ويَبرَ أُمَّه، ولما كرر عليه، قال صلى الله عليه وسلم: (ويحك 00 الزم رجلها 000 فثمّ الجنة ). وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ! من أحقُّ الناس بحسن صحابتي؟ قال: "أمّـك"، قال: ثم من؟ قال: "أمّك"، قال: ثم من؟ قال "أمّـك"، قال ثم من؟ قال: "أبوك". وهذا الحديث مقتضاه أن يكون للأم ثلاثة أمثال ما للأب من البر، وذلك لصعوبة الحمل ثم الوضع ثم الرضاع، فهذه تنفرد بها الأم وتشقى بها، ثم تشارك الأب في التربية، وجاءت الإشارة إلى هذا في قوله تعالى: {ووصيّنا الإنسان بوالديه حملته أمّه وهناً على وهنٍ وفصاله في عامين} [لقمان:14]. وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة المتشبهة بالرجال، والديوث. وثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والمدمن الخمر، والمنّان بما أعطى " [رواه النسائي وأحمد والحاكم]. وروى الإمام أحمد بسند حسن عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشر كلمات قال: " لا تشرك بالله شيئاً، وإن قتلت وحرّقت، ولا تعقّنَّ والديك، وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك 00" إلى آخر الحديث. وكما أن بر الوالدين هو هديُ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فهو كذلك هدي الأنبياء قبله قولاً وفعلاً، وقد سبق بيان هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في ذلك من قوله. أما من فعله صلى الله عليه وسلم فإنه لما مرّ على قبر والدته آمنة بنت وهب بالأبواء حيث دفنت - وهو مكان بين مكة والمدينة - ومعه أصحابه وجيشه وعددهم ألف فارس، وذلك عام الحديبية، فتوقف وذهب يزور قبر أمه، فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم - بأبي هو وأمي - وأبكى من حوله، وقال: "استأذنت ربي أن أستغفر لها فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة " [رواه البغوي في شرح السنة، واصله في صحيح مسلم]. وهذا إبراهيم خليل الرحمن أبو الأنبياء وإمام الحنفاء عليه السلام يخاطب أباه بالرفق واللطف واللين - مع أنه كان كافراً - إذ قال: (يا أبت) وهو يدعوه لعبادة الله وحده، وترك الشرك، ولما أعرض أبوه وهدده بالضرب والطرد، لم يزد على قوله: {سلامٌ عليك سأستغفر لك ربي... } [مريم: 47].وأثنى الله على يحيى بن زكريا عليهما السلام فقال تعالى: {وبَــرّاً بوالديه ولم يكن جباراً عصياً} [مريم: 14]. إلى غير ذلك من أقوال النبيين عليهم السلام التي سجلها كتاب الله تعالى. وهكذا كان السلف الصالح من هذه الأمة أحرص الناس على البر بوالديهم. ومن ذلك أن أبا هريرة رضي الله عنه كان إذا أراد أن يخرج من بيته وقف على باب أمه فقال: السلام عليك يا أماه ورحمة الله وبركاته، فتقول: وعليك السلام يا ولدي ورحمة الله وبركاته، فيقول: رحمك الله كما ربيتني صغيراً، فتقول: رحمك الله كما بررتني كبيراً. أما عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقد طلبت والدته في إحدى الليالي ماء، فذهب ليجيء بالماء، فلما جاء وجدها نائمة، فوقف بالماء عند رأسها حتى الصباح، فلم يوقظها خشية إزعاجها، ولم يذهب خشية أن تستيقظ فتطلب الماء فلا تجده. وها هو ابن الحسن التميمي رحمه الله يهمُّ بقتل عقرب، فلم يدركها حتى دخلت في جحر في المنزل، فأدخل يده خلفها وسد الجحر بأصابعه، فلدغته، فقيل له: لم فعلت ذلك؟ قال: خفت أن تخرج فتجيء إلى أمي فتلدغها. أما ابن عون المزني فقد نادته أمه يوماً فأجابها وقد علا صوته صوتها ليسمعها، فندم على ذلك وأعتق رقبتين. ولبر السلف صور عديدة، ومواقف كثيرة يطول ذكرها، والمقصود الإشارة إلى نماذج من برهم. ولو نظرنا في أحوالنا لوجدنا التقصير الشديد في بر آبائنا وأمهاتنا، ولربما وقع من البعض العقوق، نسأل الله العفو والسلامة. وعقوق الوالدين له صور عديدة ومظاهر كثيرة قد تخفى على بعض الناس، ومن ذلك: أن يترفع الابن عن والديه ويتكبر عليهما لسبب من الأسباب، كأن يكثر ماله، أو يرتفع مستواه التعليمي أو الاجتماعي ونحو ذلك. ومن العقوق أن يدعهما من غير معيلٍ لهما، فيدعهما يتكففان الناس ويسألانهم. ومن العقوق أن يقدم غيرهما عليهما، كأن يقدم صديقه أو زوجته أو حتى نفسه. ومن العقوق أن يناديهما باسمهما مجرداً إذا أشعر ذلك بالتنقص لهما وعدم احترامهما وتوقيرهما. وغير ذلك. قد يتجاهل بعض الناس فضل والديه عليه، ويتشاغل عما يجب عليه نحوهما، ألا يعلم ذلك العاق أو تلك العاقة أن إحسان الوالدين عظيم وفضلهما سابق، ولا يتنكر له إلا جحود ظلوم غاشم، قد غُلقت في وجهه أبواب التوفيق، ولو حاز الدنيا بحذافيرها ؟!.. فالأم التي حملت وليدها في أحشائها تسعة أشهر، مشقة من بعد مشقة 00 لا يزيدها نموه إلا ثقلاً وضعفاً، ووضعته كرهاً وقد أشرفت على الموت، فإذا بها تعلّق آمالها على هذا الطفل الوليد، رأت فيه بهجة الحياة وزينتها، وزادها بالدنيا حرصاً وتعلقاً، ثم شغلت بخدمته ليلها ونهارها، تغذيه بصحتها، وتريحه بتعبها، طعامه درّها، وبيته حجرها، ومركبه يداها وصدرها، تحوطه وترعاه، تجوع ليشبع، وتسهر لينام، فهي به رحيمة، وعليه شفيقة، إذا غابت دعاها، وإذا أعرضت عنه ناجاها، وإن أصابه مكروه استغاث بها، يحسب أن كل الخير عندها، وأن الشر لا يصل إليه إذا ضمّته إلى صدرها أو لحظَتْه بعينها. أفبعد هذا يكون جزاؤها العقوق والإعراض؟! اللهم عفواً ورُحما. أما الأب 000 فالابن له مَجْبَنَةٌ مَبْخَلَة 00 يَكَدُّ ويسعى، ويدفع صنوف الأذى بحثاً عن لقمة العيش لينفق عليه ويربيه، إذا دخل عليه هش، وإذا اقبل إليه بش، وإذا حضر تعلق به، وإذا أقبل عليه احتضن حجره وصدره، يخوف كل الناس بأبيه، ويعدهم بفعل أبيه، أفبعد هذا يكون جزاء الأب التنكر والصدود ؟ نعوذ بالله من الخذلان. إن الإحباط كل الإحباط أن يُفاجأ الوالدان بالتنكر للجميل، وقد كانا يتطلعان للإحسان، ويؤملان الصلة بالمعروف، فإذا بهذا الولد - ذكراً أو أنثى - يتخاذل ويتناسى ضعفه وطفولته، ويعجب بشأنه وفتوته، ويغره تعليمه وثقافته، ويترفع بجاهه ومرتبته، يؤذيهما بالتأفف والتبرم، ويجاهرهما بالسوء وفحش القول، يقهرهما وينهرهما، يريدان حياته ويريد موتهما، كأني بهما وقد تمنيا أن لو كانا عقيمين، تئن لحالهما الفضيلة، وتبكي من أجلهما المروءة. فليحذر كل عاقل من التقصير في حق والديه، فإن عاقبة ذلك وخيمة، ولينشط في برهما فإنهما عن قريب راحلين وحينئذ يعض أصابع الندم، ولات ساعة مندم. أجل، إن بر الوالدين من شيم النفوس الكريمة والخلال الجميلة، ولو لم تأمر به الشريعة لكان مدحة بين الناس لجليل قدره، كيف وهو علاوة على ذلك تُكفَّـر به السيئات، وتجاب الدعوات عند رب البريات، وبه تنشرح الصدور وتطيب الحياة ويبقى الذكر الحسن بعد الممات. اللهم اغفر لنا ولوالدينا، وارحمهم كما ربونا صغاراً، واجزهم عنا خير ما جزيت به عبادك الصالحين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
المصدر :
إصدارات دار الوطن--> روابط أخرى لها علاقة بموضوع المقالة :
محاضرة :قرة العينين في بر الوالدين للشيخ محمد المنجد. محاضرة :بر الوالدين للشيخ محمد يعقوب محاضرة : بر الوالدين للشيخ محمد إسماعيل.












كيف نداوى قسوه القلوب


  • كيف نداوي قسوة القلوب؟
    وبعد أن عرفنا
    أسباب قسوة القلب ، حان الوقت لمعرفة العلاج ..
    فكيف نُحطم حجر القسوة الذي على القلوب؟
    أولاً: الخوف المُزعج والشوق المُقلق ..
    قال بعض السلف: "خلق الله القلوب مساكن للذكر فصارت مساكن للشهوات ولا يمحو الشهوات من القلوب إلا خوف مزعج أو شوق مقلق"
    فلديك إحدى الخيارين لتعالج قسوة قلبك؛ إما أن تدخل علي الله من طريق الرجاء والحياء فتصير مُشتاقًا له عز وجل .. أو من طريق الخوف المزعج فتُخرج الدنيا من قلبك بالخوف ..
    .....هناك أربعة أشياء لعلاج قسوة القلب، ....
    بنا اخى الكريم نتعرف عليها و نسأل الله تعالى ان يعيننا على تطبيقها
    ذكر القرطبى في كتابه "التذكرة" :: أربعة اشياء لعلاج قسوة القلب
    1) الإكثار من حضور مجالس الوعظ .. أي أن تستمع إلى دروس ومواعظ تُذكرك بالدار الآخرة والحساب لكي تُرقق قلبك حتى لا تُلهيك الدنيا.
    2) كثرة ذكر الموت .. أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بكثرة ذكر الموت، فقال "أكثروا من ذكر هادم اللذات " [رواه البخاري] .. حتى لا تدخل الدنيا إلى قلبك فتُفسد علاقتك بالله.
    ومما يُعينك على ذلك أن تكتُب وصيتك الشرعية وتقرأها كثيرًا، حتى تشعر إنك ستموت فعلاً فتُعِد العُدة لذلك فيرقّ قلبك.
    3) رؤية المحتضرين .. كزيارة أصحاب الحالات الحرجه فى المستشفيات وخاصةً أقسام الأورام والحروق .. نسأل الله العافية. وقتها ستعرف معنى سكرات الموت فيرقّ قلبك.
    فإن لم تُزل هذه الأمور الثلاث أي قساوة من القلب،
    فلا يتبقى سوى زيارة القبور ..
    4) زيارة القبور .. النبي صلى الله عليه وسلم قال "كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها ترق القلب وتدمع العين وتذكر الآخرة ولا تقولوا هجرا" [صححه الألباني في صحيح الجامع، رقم(4584)]
    قمّ بزيارة قبر ليلاً، وتخيل نفسك مكان صاحب هذا القبر ..
    فهنا ستسكن فى هذه الظلمة وستكون وحدك فما ينفعك غير عملك.
    النبي صلى الله عليه وسلم وقف علي القبر فما زاد علي كلمتين قال "يا إخواني! لمثل هذا فأعدوا" [رواه بن ماجه وحسنه الألباني] .. ثم بكي صلى الله عليه وسلم.
    ثانيًا: تلاوة القرآن ..
    فهو من أعظم أسباب علاج قسوة القلب .. لاسيما قراءة آيات الوعيد، مثل " سورة ق" .. وعليك أن تنوي حين قرائتك في المُصحف تلك النوايا لكي تداوي قلبك:
    أولاً: أن تُسكب في قلبك محبة الله .. فقد قال صلى الله عليه وسلم "من سره أن يحب الله ورسوله، فليقرأ في المصحف" [حسنه الألباني في صحيح الجامع، رقم(6289)]
    ثانيًا: أن يكون سببًا لوصل الإنقطاع الذي بينك وبين الله عز وجل .. النبي صلى الله عليه وسلم قال "أبشروا، فإن هذا القرآن طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به فإنكم لن تهلكوا ولن تضلوا بعده أبدا" [صححه الألباني في صحيح الجامع، رقم(34)]
    قال تعالى في حال بني إسرائيل {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ..} [البقرة: 74]
    أليس هذا حال قلوبنا؟!
    فأنت بحاجة لعمل فذّ كبير له قوة تفجير الأنهار للأحجار لكي يُحطم القسوة من على قلبك .. وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ [البقرة: 74] .. كأن تتصدق بصدقة كبيرة أو تختم ختمة في فترة قليلة لم تفعلها من قبل، أو تُكثر من الذكر كسيدنا أبي هريرة رضي الله عنه الذي كان يُسبح إثنى عشرة ألف مرة في اليوم، ولطلبة العلم ينتهون من مدارسة كتاب وفهمه وتطبيقه في وقت قصير مثلاً ..
    ولمن هم في بداية طريق الإلتزام .. خذ قرارك بعمل فذّ كبير تلقي الله تعالي به ..
    كترك الأغاني أو صُحبة السوء أو إرتداء الحجاب الشرعي ..
    إليك يا من تعاني من قسوة القلب، ألم يأن لقلبك أن يلين؟ ألم تُحيي قلبك بعد بطاعة الرحمن؟
    متى ستعود إلى الله؟؟
    {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (16)} [الحديد]
    من مات قلبه ببُعده عن الله فإنه ميت يمشى بين الأحياء .. فنسأل المولى عز وجل أن يُحيي قلوبنا بذكره وطاعته،،
    المصادر:
    درس
    "علاج قسوة القلب" للشيخ هاني حلمي.

http://www.manhag.net/mam/haml-almsk/kyf-ndaway-qswah-alqlwab.html

أسباب قسوه القلب



أسباب قسوه القلب

قسوة القلب من أعظم المصائب التي من الممكن أن تحل بإنسان، لأنه أبعد القلوب عن الله ..
فيجب أن نعرف الأسباب المؤديه لقسوه القلب لنتجنبها، ونذكر منها:
أولاً:: تتابع الذنوب ..
كان محمد بن واسع يقول "الذنب على الذنب يُميت القلب"
فالذي يعود للذنب مرة بعد الأخرى حتى يعتاده، من الممكن أن يصل به الأمر إلى أن يستحله فيقع في الكفر والعياذ بالله.

فالذنب علي الذنب يُقسيّ القلب ..
{كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين: 14]
فما الذنوب التي يكسبونها ليُغلف قلوبهم الران ؟!
1) التهــاون فــي أداء الصـلــوات في أول وقتــها .. التهاون فى صلاة الجماعة أو أن يصليها فى غير وقتها.
2) تعــمُــد تــرك السنــن والنوافــل .. فإذا إنتُهِكَت السُنن والمندوبات وقع في إنتهاك الفرائض.
3) هـــجـــــر القـــرآن .. بعدم قرائته وتدبره وتعظيمه والعمل بما فيه والتحاكم به، فيُطبع على القلب .. قال تعالى {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 24]
4) إدمـــــان النــظـــر للمحـــرمـــات .. النظر إلى العورات على القنوات والإنترنت وحتى في الطرق .. النظرة سهم مسموم من سهام إبليس يسُم ويُمزق به القلب، فيضيع قلبك بنظرة حرام.
5) تضيـيـــع الأوقــات وسمــاع الأغاني .. تضييع الأوقات فى متابعة القنوات ومشاهدة المباريات واللهو بدون حدود من أسباب قسوة القلب .. كما إن سماع الأغاني والمعازف يُضيع القلب ..
فقد قال بن القيم عن الغناء "هو قرآن الشيطان، والحجاب الكثيف عن الرحمن"
6) إطــلاق اللســان وأكــل الـحــرام .. إطلاق اللسان بالغيبة والنميمة والكذب، وأكل الربا وأموال الناس بالباطل.
7) نسيـــان الذنــب .. فنسيان الذنب أقبح من الذنب نفسه، فيبدأ فى التساهل في إتيان الذنب ويتجرأ على المحارم فيموت قلبه.
8) التبـــرج .. لبس النساء للملابس الضيقة التى لا يرضى الله عنها تُفسد القلب بلا شك.
ثانيًا:: التعلق بغير الله ..
هو التعلق بأيّ من نعيم الدنيا الفاني .. يقول تعالى {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آَلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا (81) كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا (82)} [مريم] ...
فتتحول النعمة إلى نقمة ويُعذب بها في الدنيا والآخرة.
ثالثًا:: الحرص على الدنيا وطول الأمل والأماني ..
يقول تعالى{فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مّنْهُمْ فَاسِقُونَ(16)} [الحديد] وهذا بلا شك بسبب نسيان الآخرة.
وكذلك تسويف الأعمال حتى ينشغل بغيرها ولا يعمل شيء، قالوا "أكثر صراخ أهل النار من سوف".
رابعًا::
الغفلة
قال تعالى {أُولَـَئِكَ الّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلَىَ قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَـَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (108)} [النحل]
خامسًا:: أصدقاء السوء ..
صديقك الذي يدلك على أبواب المعصية والذي تحسبه حبيبك ولا تستطيع أن تتخلى عنه، هو أول من يُضيعك. يقول تعالى {وَيَوْمَ يَعَضّ الظّالِمُ عَلَىَ يَدَيْهِ يَقُولُ يَلَيْتَنِي اتّخَذْتُ مَعَ الرّسُولِ سَبِيلاً (27) يَوَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً (28) لّقَدْ أَضَلّنِي عَنِ الذّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَآءَنِي وَكَانَ الشّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً} [الفرقان]
سادسًا:: الإشتغال بالأفعال التي تُقسي القلب ..
ومنها: كثرة الضحك .. وقد نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن كثرة الضحك لإنها تُميت القلب، فقال "لا تكثروا الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب" [رواه بن ماجه وصححه الألباني] .. لكنه كان يبتسم وكان جلُّ ضحكِه التبسم، وكان يمزح ولا يقول إلا حقًا.
وأيضًا الإسراف فى الطعام قال تعالى {..وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31)} [الأعراف] .. فالزياده تُقسي قلبك حيث إنها تُثقلك عن الطاعات وتُصيبك بالكسل.
ها قد عرفنا الأسباب المؤدية لقسوة القلب وكثير منا يعاني منها، ولكن لا يجب أن نقف مكتوفي الأيدى ونستسلم لقسوة قلوبنا .. فعلينا بأخذ خطوة لترقيق قلوبنا.

الاثنين، 9 مارس 2009

لن نركع-هنقاطع الى قتلوا أخوننا





























=============================================
شعر من أجل غزة

أغنية مايكل هارت من أجل الفلسطينيين في غزة-
عفوا لم نقم بوضع الاغنيه لانها مصطحبه بالمعازف

تقول ترجمة أغنية "لن نركع":

وميض من ضوء أبيض يعمي الأبصار
أضاء سماء غزة الليلة
يجري الناس طالبين الملاذ
لا يعرفون إن كانوا موتى أم أحياء
جاءوا بدباباتهم وطائراتهم
ونيران ثائرة مدمرة
ولا شيء يبقى
سوى صوت من بين ضباب الدخان:
لن نركع
هذه الليلة.. دون قتال
يمكنكم حرق مساجدنا ومنازلنا ومدارسنا
لكن أروحنا لن تموت
لن نركع
دون قتال.. في غزة الليلة..
النساء والأطفال
يُقتلون ويُذبحون ليلة بعد ليلة
فيما يتجادل القادة المزعومون في بلاد بعيدة
بحثا عن المخطئ والمصيب
لكن كلماتهم العاجزة كانت بلا جدوى
وسقطت القنابل مثل المطر الحمضي
ولكن بين الدموع والدماء والألم
مازال يمكنك سماع هذا الصوت من بين ضباب الدخان
لن نركع
هذه الليلة.. دون قتال
يمكنكم حرق مساجدنا ومنازلنا ومدارسنا
لكن أروحنا لن تموت
لن نركع
دون قتال.. في غزة الليلة..


((و أنتصرت غزه))

غزة سيف الأمة


إن الهجمة الشرسة التي تشنها آلة الحرب الصهيو أمريكية المدعومة مباشرة و غير مباشرة بمخزون كبير من التآمر و الصمت الرسمي العربي يستهدف كسر شوكة غزة الصابرة المرابطة، و في سبيل ذلك أنفق العرب الأموال و أرسلوا الكثير من الابتسامات لقتلة أطفالنا و بعضا من الشجب بصوت غير مسموع حتى لذوي السمع المرهف، و لكن " الذين ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يهزمون" تلك الحسرة التي ستأكل قلب كل من يظن أن غزة سوف تستسلم و تتنازل عن عزتها و كرامتها.
الجمع الذي يحيط بغزة من كل جانب، لم يزدها إلا ثقة بالله و رضا بقضائه مع الثقة الكاملة أن الخير يجريه الله لها حتى بأيدي عدوها و المتآمرين معه،
" الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا و قالوا حسبنا الله و نعم الوكيل", ذلك اليقين
بالنصر أو بالشهادة يجعل عودها أصلب و صمودها لا ينكسر، ذلك اليقين يزرع في قلوب أطفالها معان الصبر و التحدي، ذلك التحدي الذي نراه في عيون الأطفال وهم يحرقون منشورات العدو الصهيوني التي تفيض بألفاظ التهديد و الوعيد، ذلك اليقين الذي نراه في كلمات الجرحى الذين بترت أطرافهم حينما يُذَكِّرون الأمة أن جزئا منهم قد سبق إلي الجنة، أو علي أقل تقدير أن جزءا منهم لن تمسه النار.
إن غزة محرّم عليها الانكسار، فهي السيف الذي يحمي الأمة من مكر بني يهود و من مخططاتهم للنيل من شرف الأمة و تاريخها و دينها, غزة التي تربت علي قرآن الله، تربت
علي قوله تعالي " إن الله يدافع عن الذين آمنوا "، فآمنت بربها و أسلمت له و توكلت عليه
فهيئ لها رجالاً لا تلين عزائمهم، ورزقها صبرا تجاوز الحد الذي يمكن أن يؤدي بها إلى دمار أو قتل, رزقها الصبر علي قتل أطفالها و نساءها شريطة ألا ينال العدو من مجاهديها و أبطالها.
غزة التي قدمت ما يقارب الألف شهيد أو لنقل ألف وخمسمائة إذا ما اعتبرنا أن نصف الحالات الخطرة سيكتب لها اللحاق بدرب الشهداء، غزة التي قدمت ما يربوا علي الخمسة ألاف مصاب، رُبعهم علي الأقل فقدوا أطرافهم, غزة التي تزلزلها القذائف و القنابل، وتمخر بحرها المدمرات و البواخر الحربية، وتجوب سماءها الطائرات الحربية و المروحية و الاستطلاع, غزة ما زالت تقول لكل من يسمع صوتها حتى و إن غالب صوتها بعض الأنين بسبب آلام الجراح الموغلة في جسدها الطاهر، ما زالت تقول: " أحد أحد"، و لكنها تقولها و أصابعها الممرغة بالدماء لا تزال تقبض بقوة علي بندقيتها و عينيها الغائرتين حزنا علي من فقدت، يلمع فيها بريق انتظار العدو و الترصد له.
غزة حبيبة الأمة و درتها، برغم كل الذين يحاولون التخلي عنها و فصلها عمن تحب، تأبي إلا أن تدافع عنهم, تأبي إلا أن تبقي رأس أحبتها عالية في عنان السماء, ترفض أن تكون عصا بيد العدو ينال به من شرف الأمة، فتجعل من دمائها طهرا لعزة الأمة و كرامتها، و تجعل من رجالها رماحا تخترق كل صدر يحاك فيه سوءا لأحبتها و أهلها.
غزة الحبيبة صبرا, فكلنا غزة

" إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون و ترجون من الله مالا يرجون"
منقول من موقع الشيخ راغب السرجانى
درس عن المقاطعه للدكتور راغب السرجانى:

السبت، 7 مارس 2009

عوائق فى طريق التوبه-للشيخ هانى حلمى



عقبات في طريق العودة


الكاتب فريق حامل المسك

أريد أن أتوب ولا أستطيع .. لا أستطيع أن أُقلع عن هذا الذنب ...أظل طوال الليل أناجي ربي ودموعي على وجنتي .. وعندما أُصبح أعود مرة أخرى إلى مألوفاتي وعاداتي ولا أتغير.يئست من نفسي .. عملت العديد من المحاولات واستمعت للعديد من الدروس وحاولت أن استغفر وأُطهّر قلبي ومازلت لا أستطيع أن أتّغير .. أين هى المشكلة؟ ولماذا لا أستطيع أن أُغيّر من نفسي إلى الأحسن؟!
تعالوا نعرف أسباب هذه المشكلة لكي نجد الحل لهذا الداء .. و إذا عُرف السبب بطُل العجب
المشكلة الأولى: أنت لا تُريد أن تتغير، فقلبك معلق بالذنب
من المستحيل أن تتغير، طالما في قلبك ركون للذنب ..
قال الفضيل بن عياض "إذا لم تقدر على صيام النهار ولا قيام الليل بالليل فاعلم أنك محروم كبلتك خطاياك"
لابد أن تكره الذنب .. يجب أن تعلم أن كل النكد والهمّ والغمّ والتعسير وكل المشاكل التى فى حياتك سببها هذا الذنب الذي بداخل قلبك .. ولن تستطيع إخراجه من قلبك إلا إذا لجأت إلى الله سبحانه .. فعليك بالدعــاء ..
"اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم أنقني من خطاياي كالثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني بالثلج والماء والبرد"
ولا تستهيــن بأي ذنب مهما كان في نظرك صغيرًا..قال الأوزاعي في شعب الإيمان "كان يقال من الكبائر أن يعمل الرجل الذنب فيحتقره"

المشكلة الثانيـة: كثـرة المبـررات .. فهناك من يتحجج بإنه لم ينشأ في أسرة ملتزمة أو بكثرة الفتن من حوله أو أو ..
طالما إنك تتحجج بهذه المبررات فلن تتغير .. فالاعتراف أصل وركن من أركان التوبة قال صلى الله عليه وسلم لأمنا عائشة "إن العبد إذا اعترف ثم تاب، تاب الله عليه"[متفق عليه] .. وهذه هي حكمة دعاء سيد الاستغفار، الاعتراف بالذنب "أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي"
المشكلة الثالثة: الفهم الخاطيء .. لقد تربينا على الفهم الخطأ للدين على إنه سجن وفلسفة المجتمع تقول ذلك .. فالدين لن يجعلك تستمع بحياتك لأن كل شيء حرام. ومقياس النجاح عندنا هو الشهادة والمستوى الثقافي، وأقصى ما تتمناه أنت وأهلك لنفسك هو أن يكون لك مركز مرموق في المجتمع.
لم نتربى على أن أهم أمر في حياتنا أن يكون لنا اسم وحال عند الله تعالى ..
وهذا يخلق لديك صراع ما بين عادات المجتمع التي تربيت عليها، وبين ما بدأت تعرفه وتفهمه عن دينك .. مما يجعل قدمك ثقيلة في الطريق فلا تستطيع أن تأخذ القرار.
وهنا نحن بحاجة إلى أن نُربي أنفسنا كما ربّى النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة .. فقد كانوا يعيشون في الجاهليات وعبادة الأصنام وفعل الموبقات، وصاروا بعدها أعفّ الناس وأحسن الناس أخلاقًا ..

المشكلة الرابعة: عدم تحديد الهدف .. لابد أن يكون لديك هدف حقيقي في الحياة ولا تجعل أهم أهدافك الدنيا .. صحح نيتك .. لابد أن يحدث في عقلك موازنة ما بين الهدف الإيماني والهدف الدنيوي .. وتذكر، إنك في قبرك لن تُسأل عن وظيفتك ومرتبك ومن زوجتك .. بل السؤال سيكون:
من ربـــــك؟ .. ما دينــــك؟ ..من نبيــــك؟
نسأل الله أن يُثبتنا وإياكم عند السؤال،،
المشكلة الخامسة: البيئة المُثبطة .. عندما تأخذ القرار وتبدأ في تغيير نفسك، ستجد أصدقائك وكل من حولك يسخرون منك مما يُثقّل قدمك .. فيجب أن تُغير من حولك، لأن نظرتهم مختلفه ولا تبالى بأى سخرية أو تثبيط يأتى من هذه الناحية.
المشكلة السادسة: التسويف والتردد .. لا تسوف وتتردد، ابدأ من الآن .. فالموت لا ينتظر أحد، وكم من صغار السن قد اختطفهم الموت دون أن يعدّوا له العُدة.
اعرف طريقك .. { فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ } [التكوير:26] .. فاليــوم أنت قادر على أن تأخذ القرار وتُنفذه، وغــدًا .. الله أعلم

الجمعة، 6 مارس 2009


ماذا تحتسبين فى الدعوه الى الله:

هل فكرت يوماً أن تكوني (دليل خير) للأخريات؟أعتقد أن هذا العمل سيدخل السرور إلى قلبك، وستشعرين خلال قيامك به بانشراح كبير في صدرك يدفع ذلك الملل والضيق الذي تحسين به أحياناً... (فدليل الخير) وقتها عامر وزاخر وقلبها سعيد، لأنها تشعر بأنها تعمل من أجل أمتها الإسلامية فهي ترشف دفقات من السعادة يعكسها حب الدلالة إلى الخير على قلبها...كيف تصبحين (دليل خير)؟الأمر سهل جداً، إنك ـ يا عزيزتي ـ ستسارعين في نشر الخير بشتى أنواعه فمثلاً: تعلنين بين النساء عن المحاضرات المفيدة، أو الأشرطة والكتب النافعة، وتحاولين توفيرها للأخريات حسب قدرتك، توزعين أو تعلنين عن المجلات الهادفة، تناصرين أهل الخير بأقوالك وأفعالك وتدلين على أماكن الخير كدور تحفيظ القرآن الكريم النسائية والمراكز الصيفية الجيدة وما تقدمه من أنشطة، وتبلغين المعلومة النافعة بقلمك، بلسانك، بـ...إلخ.هنا... ستجدين نفسك (دليل خير) وداعية إلى الله!.ولكن يا إلهي!.. هل تعلمين ماذا يعني أن تكوني داعية إلى الله؟.. هذا يعني أنني لن أستطيع أن أحصي الأعمال التي ستحتسبين ثوابها!! فهي كثيرة جداً ولكن حسبي أن أقول لك: إن ما تقومين به أكثر من رائع فما أجمل أن تحتسبي هذه العبادات:1) أجر الدلالة على الخير، فعن أبي مسعود الأنصاري ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من دل على خير فله مثل أجر فاعله» [1].فالأشخاص الذين استفادوا من دعوتك لهم سيأتيك ـ بإذن الله ـ مثل أجور أعمـالهم التي كــان لك الفضل ـ بعد الله ـ في دلالتهم عليها...فما أسعدك أيتها الداعية المخلصة بأجور من قد يفوقونك في العمل والإخلاص!!2) أجر الدعوة إلى الهدى، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا» [2].وهكذا يتضاعف أجرك بعدد الذين يستجيبون لك.3) ثواب تعليم الناس الخير، ألا تحبين أن يصلي الله وملائكته عليك[3]؟...ليس هذا فحسب فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في حجرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلمي الناس الخير» [4].4) ثواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي تنطق به كلمات الداعية وأفعالها... مع ما يترتب عليه من حصولك على الفلاح وهو جماع الخير...قال الله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: 104].5) ثواب الكلمة الطيبة،" ولعل الكلمة الطيبة هي من أنواع ما عناه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله فيما رواه البخاري: «إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات...»ولقد ورد في فتح الباري (11 / 311) (والكلمة التي ترفع بها الدرجات ويكتب الله بها الرضوان هي التي يدفع بها عن مسلم مظلمة أو يفرج عنه كربة، أو ينصر بها مظلوما...) فكيف بالكلمة التي تدفع عن مجموع المسلمين المظالم، وتدفع عنه الكرب بدعوتهم إلى إقامة الشرع وكيف بعبارات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ وإذا كانت الدرجات ترفع بما يحقق المصالح الدنيوية، فكيف بما يحقق المصالح الأخروية؟؟ وعلى الأدنى يقاس الأعلى. وكيف بالكلمات التي تقود إلى قيام مجتمع مسلم؟"[5].6) أجر هداية الناس، فعن سهل بن سعيد ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « ... فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم» [6].7) احتسبي أن العبادة كلما كان نفعها متعدياً كان ثوبها أعظم .. فما ظنك بالدعوة إلى الله..!8) أن يعطيك الله علم ما لم تعلميه، لأن طبيعة العمل الدعوي تستلزم الاستزادة من العلم الشرعي والمطالعة المكثفة للكتب إضافة إلى سماع الأشرطة العلمية المساندة... وتستلزم أيضاً الاحتكاك المباشر بالناس وقد ترد عليك منهم الأسئلة والاستفسارات التي تدفعك للبحث عن إجابات لها ومن ثميزداد علمك ويتسع وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء...9) زكاة للعلم الشرعي الذي تحملينه، وحفظاً له من النسيان لأن بذل العلم يعين على ثباته بإذن الله.10) أنت بحاجة يومية لانشراح الصدر والرضا عن النفس ونشاطك الدعوي سيحقق لك ذلك الإحساس لأنك تعلمين وتنتجين والنفس تسعد والصدر ينشرح إذا شعر المرء بأنه ينفع المسلمين ويفعل شيئــاً.11) بركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: «نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها... [7]. فبلغي واحتسبي.12) ثواب امتثال أمر الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال: «بلغوا عني ولو آية...» [8] "أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتبليغ عنه ولو آية، ودعا لمن بلغ عنه ولو حديثا وتبليغ سنته إلى الأمة أفضل من تبليغ السهام إلى نحور العدو، لأن تبليغ السهام يفعله الكثير من الناس وأما تبليغ السنن فلا يقوم به إلا ورثة الأنبياء وخلفاؤهم في أممهم، جعلنا الله منهم بمنه وكرمه" [9].13) أن تحصل لك التزكية من الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت:33]. والنفس يعجبها الثناء من الناس، فكيف إذا أتاك الثناء من رب الناس!.14) طاعة لله سبحانه .. لأنه أمرنا بالدعوة إلى الدين: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل:125] . وأنت مأجورة على الطاعة.15) ثواب حمل هم الدعوة إلى الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم ـ حتى الشوكة يشاكها ـ إلا كفر الله بها من خطاياه» [10]. وهم الدعوة ثقيل... ثقيل، ولكنه رائع!لأنه يدفعك إلى التفكير...ثم العمل، فيكون هذا الهم سبباً في استغلالك للحظات عمرك السريعة بأعمال أجرها كبير.بخلاف من لا تحمل هم المسلمين تجدينها متبلدة جامدة تمر عليها السنون ويومهـا مثل أمسها لا جديد تقدمه لنفسها ودينها اللهم إلا جبالاً من ثقافة الملابس... الأثاث... المكياج... إلخ.بالتأكيد ـ عزيزتي ـ لا أقصد هنا الهم الذي يقعد صاحبه عن العمل ويدخله في دوامة الأحزان ويشل حركته ويؤثر على عبادته.بل الذي أريده منك هو "الهم الإيجابي" الذي يدفع إلى العمل...!الهم الذي يجعلك تدعين للمسلمين... تنفقين... تتبنين قضاياهم... تعملين من أجلهم تتفاعلين مع أحداث الساحة... تنتجين... "إن حمـل هـم المسلمين عبـادة تتقربين بها إلى الله فيجب ألا تؤدي العبادة إلى التقصير في العبادات الأخرى"[11].16) احتسبي نصرة الإسلام وأهله، ونصرة المصلحين في كل مكان لأن الهدف واحد، قال الله تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج:40].17) ثواب قضـاء حاجة المسلمين وتفريج الكربة عنهم وذلك بتعليمهم أمور دينهم ورفع الجهل عنهم، قال صلى الله عليه وسلم: «... ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة...» [12].وهل هناك أفضل من قضاء حاجة مسلم بتعليمه أمر دينه؟..وهل هناك أعظم من كشف كربة الجهل عن المسلمين؟فكوني لها داعية صابرة محتسبة.18) ثواب مواجهة الفساد والتصدي له، وما يتبع ذلك من جهد ذهني.. ونفسي.. وبدني.. ومالي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «.. واعلم أن في الصبر على ما تكره خيراً كثيراً، وأن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا» [13].فأبشري بالخير... والنصر... والفرج... واليسر!.19) احتسبي إبراء الذمة أمام الله.20) ابتغاء أن يحفظك الله في الشدة كما حفظته في الرخاء، لذا كان من وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس ـ رضي الله عنه ـ «احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة..». [14] .فانشطي أيام العافية والسلامة في الأعمال الدعوية ليحفظك ربك عند حاجتك..21) أجر الصبر على مشقة طريق الدعوة وطوله، وما تلاقينه من جهل العامة وأذى المخالفين، قال الله تعالى: {وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً} [الإنسان:12].22) أجر التعاون على البر والتقوى، قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة:2]. لأن انخراطك في الدعوة إلى الله يعني أنك تتعاونين مع كل المصلحين على وجه الأرض...!23) ابتغاء أن يهديك الله إلى الصراط المستقيم، فهو سبحانه يقول: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت:69].24) ثواب قضاء الأوقات بعبادة عظيمة ـ الدعوة إلى الله ـ تؤجرين عليها، وهذا يعينك بإذن الله على الإجابة الطيبة عندما تسألين يوم القيامة عن عمرك فيما أفنيته؟.. وعن جسمك فيما أبليته؟.. وعن مالك فـيم أنفقتــه؟..25) احتسبي أنك تسدين ثغرة للمسلمين بارك الله فيك.26) احتسبي أن تكوني قدوة للآخرين في المسارعة للعمل الدعوي فإن من يحيط بك من أولادك وأقاربك وصديقاتك... إلخ. سيتأثرون بنشاطك الدعوي وسيحاولون السير على نهجك حسب قدراتهم ويبقى لك فضل الدلالة على الخير بالقدوة العملية..27) احتسبي جميع حركات جوارحك التي تخدمين بها الدعوة إلى الله، ( عينيك .. أذنيك .. لسانك .. يديك .. قدميك ) .واحتسبي أن تسخير عقلك وجوارحك لخدمة دينك من باب شكر الله على تلك النعم .28) ثباتاً لك .. واعتباراً بالآخرين، لأن عملك في الدعوة إلى الله سيجعلك تشعرين بعظم نعمة الله عليك ، حيث ستستمعين إلى مشاكل نساء كثيرات، وستطلعين على أحوال أخريات، وكل ذلك يدفعك إلى التأمل في نعم الله التي تتقلبين فيها !..ويزيد من خضوعك وتذللك لرب السموات .. كما أنك ستحقرين عملك عندما تقابلين بعض النماذج الرائعة من الصالحات مما يدفعك لمزيد من بذل الجهد قبل الفوات ...[1]- مسلم (1893).[2] - مسلم (2674).[3] - صلاة الله على العبد: ثناؤه عليه في الملأ الأعلى. وصلاة الملائكة: الدعاء له.[4] - جزء من حديث رواه الترمذي (2686). وقال: حسن صحيح.[5] - ينظر (( الإيجابية في حياة الداعية)) د. عبد الله يوسف الحسن.[6] - جزء من حديث رواه البخاري (كتاب المغازي، باب غزوة خيبر، 3/134)[7] - الترمذي (2658).[8] - البخاري ــ الفتح 6(3461).[9] - التفسير القيم لابن القيم (431).[10] - البخاري ــ الفتح 10 (5641، 5642).[11] - من كلام قيم لفضيلة د. طارق الحبيب.[12] - البخاري ــ الفتح 5 (2442).[13] - رواه أحمد في المسند (1/ 307)، الترمذي (2516) وقال حديث حسن صحيح.[14] - رواه ــ أحمد في المسند (1/ 293 ، 303 ، 307).أ. هناء بنت عبد العزيز الصنيع


منقول من موقع

نوايا الاحتساب


النوايا
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (آل عمران:31)إتباعاً لهدى هذة الآية الطيبة فقد علمنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فيما رواه الشيخان عن سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى…الحديث)فالنية الصحيحة تعد رفعاً في الدرجات وترقى بالعبد إلى الله سبحانه وتعالى.وكلما تعددت النوايا تعدد الأجر. وكما قال بعض السلف الصالح ((رب عمل صغير تعظمه النية )) وقال البعض (( أحب قبل أي عمل أن تسبقني به النية )).ومن أهم أعمال النية هو الوعي واليقظة قبل القيام بالعمل .مثل……لِمَ أصوم… ؟ لِمَ آكل … ؟ لِمَ أشرب … ؟ وهكذا.ومن أهم وظائف النية إزالة الغفوة والغفلة حتى لا نفتح للشيطان باب. ومن أهم نتائجها البركة من الله على عمل المؤمن في الدنيا وثواب من الله في الآخرة . فاللهم اجعل عملنا هذا خالصاً لك ابتغاء وجهك وابتغاء مرضاتك وتقبله منا يا رب العالمين.(((تذكر أن النية محلها القلب فلا تتلفظ بها كل ما عليك هو أن تعَدِّدها بداخلك قبل القيام بالعمل.عدد النية فقط بدون الآيات والأحاديث فلقد أوردتها لتتأكد من صحة النية)))